جلسة نقاشية تسلط الضوء على أهمية الاستثمار في العنصر البشري في الرعاية الصحية

27 يناير, 2022:

اختتمت دائرة الصحة أبوظبي سلسلة الجلسات النقاشية "مستقبل الرعاية الصحية" التي أطلقتها على منصتها ضمن مشاركتها في معرض الصحة العربي 2022، بجلسة نقاشية حملت عنوان "رأس المال البشري في الرعاية الصحية"، وركزت على دور القادة الجدد والخبراء في مجال الرعاية الصحية، وأهمية الاستثمار في العنصر البشري في الرعاية الصحية، وسبل جذب الكفاءات المناسبة للعيش والعمل في دولة الإمارات العربية المتحدة. 

أدارت الجلسة نورا السراج، نائب مدير الإدارة لدى شركة "ويبر شاندويك - أبوظبي"، بمشاركة نخبة من المتحدثين بما في ذلك ناصر عماش، أستاذ الطب وأمراض القلب والأوعية الدموية، والرئيس التنفيذي لمدينة الشيخ شخبوط الطبية، وجيمس سيبلي، الرئيس التنفيذي للاستراتيجية وتطوير الأعمال في شركة مبادلة للرعاية الصحية، وهاين فان إيك، الرئيس التنفيذي للاستراتيجية لدى ميديكلينيك الشرق الأوسط، وزيد السكسك، رئيس مجلس إدارة مستشفى الريم، والدكتور مروان الكعبي، المدير التنفيذي للعمليات بالإنابة في مجموعة "صحة". 
وقال ناصر عماش أنه كان من المحوري وضع العاملين الصحيين في صميم كل ما يقوم به المستشفى، وتمكينهم من التعامل مع ضغوطات العمل التي تعرضوا لها في بداية الجائحة، وتزويدهم بكل ما يحتاجونه للمضي في خدمة المجتمع وفق أعلى المعايير، مشيراً إلى أهمية دمج التكنولوجيا الحديثة والكفاءات البشرية لمجابهة الأزمات، بحيث لا يمكن التخلي عن أي منها على حساب الآخر.  

وأضاف عماش: "حرصنا على أن نكون كإدارة عليا جزءاً لا يتجزأ من فريق العمل الذي يقوم بالمهام اليومية في الميدان وتقديم التدريب النظري والعملي اللازم لهم في وقت قياسي، حيث استثمرنا في تعزيز الكفاءات وتطوير المهارات، وغرس روح الانتماء للمنشأة التي يعملون فيها." 
وأوضح جيمس سيبلي أن الثقة في فريق العمل وتميزه وفرا الفرصة لمنح المسؤوليات وتمكين العاملين من المضي في تقديم الخدمات خلال الجائحة وفق بروتوكلات محددة وواضحة لدى مبادلة للرعاية الصحية، مشيراً إلى تركيز المجموعة على بناء كفاءات وطنية مستدامة في قطاع الرعاية الصحية في الإمارات، حيث تمثل الكفاءات المواطنة حوالي 25% من من العاملين في شبكة مبادلة للرعاية الصحية، بواقع ما يصل إلى حوالي 2,500 إماراتي.

وأضاف: "يُعد برنامج ’أتدرب من أجل العمل‘ من الأمثلة الحية للاستثمار في الطاقات الوطنية وتحقيق تنمية مستدامة، كما يوفر منح الإقامة الذهبية للعاملين في القطاع الصحي من العوامل التي تعزز استقطاب المزيد من الكفاءات والمواهب من مختلف أنحاء العالم للعمل والعيش في الدولة."  

وقال الدكتور مروان الكعبي أن الدعم الذي حظيت به "صحة" من القيادة الرشيدة والجهات المعنية، والبنية التحتية المتميزة التي تتمتع بها الشركة وخطط "استجابة" لحالات الطوارئ التي طورتها "صحة" قبل الجائحة هي عوامل أساسية ساهمت في تمكينها من تقديم نموذج رائد في التعامل مع الوباء، مشيراً إلى أن "صحة" تولي اهتماماً كبيراً بفريق العمل، حيث حرصت الشركة على توفير كافة وسائل الحماية الشخصية والتعرف دوماً على احتياجات العاملين وأسرهم وتلبيتها وتعزيز سبل تواصل مباشرة بين طاقم العمل والإدارات."  

وأكد زيد السكسك أنه في ظل القيادة الرشيدة، كان لدى الجميع الثقة بأبطال خط الدفاع الأول، مشيراً إلى أن مستشفى الريم حظي بالدعم الكامل من كافة المؤسسات الحكومية المعنية عبر الحصول على التراخيص وإتمام الإجراءات اللازمة للافتتاح في وقت قياسي ليساهم في الاستجابة للجائحة. وأشار السكسك إلى ضرورة مواصلة العمل على استقطاب المزيد من المستشفيات التعليمية لتعزيز الكفاءات العاملة في القطاع الصحي. 

وأشار هاين فان إيك إلى أن إبقاء فريق العمل على اطلاع دائم بالمستجدات من خلال الاجتماعات اليومية والتواصل المباشر لعب دوراً هاماً في تمكينهم وتعزيز إسهاماتهم في تقديم الخدمات. وأكد أنه كان للتعاون مع دائرة الصحة أبوظبي وكافة الجهات المعنية دور محوري في إثراء مشاركة القطاع الخاص في الاستجابة للجائحة، وأن خير مثال على ذلك البرنامج الذي أطلقته دائرة الصحة أبوظبي للفئات الأكثر عرضة لمخاطر مضاعفات الإصابة بكوفيد-19 من ذوي الأمراض المزمنة، حيث عمل القطاعين العام والخاص لتقديم خدمات الرعاية الصحية لهذه الفئات عن بُعد خلال الجائحة بما يضمن استمرارية خططهم العلاجية.  

ويحرص القطاع الصحي في إمارة أبوظبي على الاستثمار في تعزيز كفاءة وإمكانات أبطال خط الدفاع الأول من العاملين في الرعاية الصحية، وذلك إيماناً بدورهم المحوري في التعامل مع الجائحة وضمان صحة وسلامة كافة أفراد المجتمع، حيث أطلقت دائرة الصحة أبوظبي أول منصة للتدريب الإلكتروني لتطوير مهارات مختصي الرعاية الصحية العاملين في جائحة كوفيد-19، والتي تهدف إلى توحيد وتعزيز المهارات والقدرات للمهنيين الصحيين ضمن الجهود لمواجهة جائحة كوفيد-19 ومواصلة الارتقاء بمستوى الاستعداد والجاهزية في الإمارة. وأطلقت الدائرة مؤخراً برنامج "ممرضي الجيل القادم" الذي يستهدف العاملين في المهن التمريضية في الإمارة، ويتطلع إلى الارتقاء بكفاءات الكوادر التمريضية وضمان تقديمهم خدمات رعاية صحية تتسم بأعلى درجات التميز والجودة وتتماشى مع أحدث الممارسات العالمية. واعتمدت الدائرة برنامج التجسير للأطباء المواطنين في إمارة أبوظبي، والذي يهدف إلى مواصلة الارتقاء بالكفاءات الوطنية في قطاع الرعاية الصحية. 

وعلى هامش مشاركتها في المعرض، نظّمت دائرة الصحة أبوظبي في منصتها سلسلة من الجلسات النقاشية التي تستضيف كوكبة من الخبراء المحليين والدوليين من القطاعيين العام والخاص لتبادل الأفكار، والدروس، والرؤى، والتحديات والفرص التي ستشكل مستقبل الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم. وتناولت الجلسات النقاشية مواضيع متنوعة تشمل على سبيل المثال لا الحصر، مستقبل نطم الرعاية الصحية عقب جائحة كوفيد 19، والبحث والابتكار في علوم الحياة، ودور التعاون العالمي في مكافحة الوباء، والذكاء الاصطناعي والصحة الرقمية، ورأس المال البشري في الرعاية الصحية.